ليس من المبالغة في شيء إذا قيل إن المخطوطات العربية هي من أقدم الآثار الفكرية والإنسانية التي وصلتنا سالمة حتى هذا العصر، وليس من المبالغة في شيء كذلك إذا قيل إن المخطوطات العربية قد فاقت في عددها وتنوعها أي تراث فكري عالمي آخر .لكن مع كل هذا فقد استطاع العدد القليل من هذا الإرث أن يفلت من قبضة الزمن وظل هذا القليل ولفترة طويلة يصارع الزمن مجهولا عند عامة الباحثين لعدم وجود فهارس وتحقيقات تذكر.
وعلى قدر أهمية المخطوط في حفظ المعارف الإنسانية ونقلها إلى الأجيال تأتي الأهمية في جمع هذه المخطوطات وفهرستها وجردها، من أجل تسهيل تحقيقها وإخراجها من غياهب النسيان وعاديات الدهر ليستفاد منها في شتى معارف الإنسانية.
وبارتقاء البحث العلمي والمعارف الإنسانية ارتقت وسائل جرد المخطوطات وفهرستها وإحصاءها، وأضحى الباحثون في علم التحقيق يستعينون بهذه الوسائل التي تذلل التحقيق وتيسر سبله للباحثين والمشتغلين بهذا العلم .
والجزائر كغيرها من الحواضر العلمية تنام على خزان هام من المخطوطات وفي مختلف التخصصات وهي موزعة في نسخها وأماكن حفظها على خزائن عامة وخاصة وفي مختلف الحواضر العلمية عبر العالم .
من هذا المنطلق يروم مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا من خلال فريق عمل هذا المشروع إلى إرساء أرضية رقمية تعنى بفهرسة وجرد أكبر قدر ممكن من هذا الإرث التاريخي داخل الجزائر وخارجها لتكون البوابة دليل الباحثين ومرشد المهتمين في هذا المجال أملا في الوصول إلى جملة من الأهداف أهمها :
02/ أهداف المشروع
01/ وضع أرضية رقمية وبوابة إلكترونية تعنى بتتبع شتات المخطوطات الجزائرية في الجزائر والعالم جردا وإحصاء، فهرسة ورقمنة.
02/ العمل على جعل الأرضية في متناول الطلبة والباحثين المهتمين بهذا المجال.
03/ وضع خارطة ببليوغرافية لأماكن حفظ المخطوطات داخل الجزائر وخارجها .
04/ التعريف بالتراث الجزائري المخطوط المحفوظ في شتى بقاع العالم ، وتسهيل مهمة الوصول إليه تحقيقا ودراسة.
05/ تحديد أماكن النشاط العلمي للعلماء الجزائريين داخل الجزائر وخارجها.
06/ التعريف بجهود الجزائريين و دورهم في نقل العلوم والمعارف إلى مختلف الحواضر والعواصم.
07/ توثيق صلة الربط التاريخي بين الجزائر ومحيطها الانساني العالمي.